هيمو مديرعام المجلس
عدد الرسائل : 326 تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: أفضل الخطط العسكرية (2) السبت 17 مايو 2008, 3:33 am | |
| رجل عسكري :
قبل انطلاقنا مباشرة قلت للمسئول عن المدفع لو كنت مكانك لفتحت بزة النجاة الآن؛ لأنني أعتقد أننا سنعود سباحة.
المعلق :
في الثانية عشر والثلث ظهراً أطلقت مدافع "دوفر" نيرانها لأول مرة في الحرب، أطلقت وابلاً من القذائف لكنها لم تصب أي هدف.
تمكنت سفينتا "شارن هورس" و"قنايزي ناو" من عبور مضيق "هوفر" وأصبحتا على وشك أن تفرا باتجاه بحر الشمال.
بعد خمس عشرة ساعة من مغادرة العدو ميناء "بريس" تنبه الطائران الملكي لما يجري، وأخيراً وصلت الرسالة إلى القائد الجوي الماريشال "ليميرالي" الذي أمر بتنفيذ عملية "فولر" ولكن أين الخطط؟ كانت موضوعة في خزانة في "بيجن هيل".
كان ضابط الاستخبارات قد خرج في إجازة والمفتاح معه، لا أحد يعرف القاذفات والمقاتلات التي ستشارك في العملية، وبدل ذلك انطلقت ست طائرات قديمة لم تكن جزءاً من العملية لمواجهة قوة البحرية الألمانية.
رجل عسكري :
عندما بدأت المقاتلات الألمانية بمهاجمتنا شعرنا وكأن كل شيء يحدث في وقت واحد، وكأن كل الأحداث قد انحصرت في وقت قصير، كنا نسمع القذائف تصيب الطائرة دون أن نشعر بالضربة.
لم أتعرض لقصف كهذا من قبل، وأعتقد أن كل رصاصة وصلت إلي كانت أشبه برصاصة خطاطة، أدهشتني رؤيتها وهي تصعد ببطء شديد، وعندما تبلغني تزيد سرعتها وتصبح براقة، كان مشهداً رائعاً بلا شك.
المعلق :
انتشر خبر وصول الألمان وبلغ "وايت هول" استشاطت "تشيرشر" غضباً، ماذا جرى لعملية "فولر"؟
رجل عسكري :
قُتل رامي المدفع الجوي "جونسون" في محاولة الهجوم الثانية، حاولت تحريك الجثة على أمل الوصول إلى السلاح والمناورة به، لكن الطائرة كانت قد تعرضت لعدة إصابات، ولم أتمكن من تحريكه، فقد كان عالقاً.
اقتربنا حتى مسافة ألف ومائتي متر، وهي أفضل مسافة لرامي الطوربيدات ثم ألقينا بها.
المعلق :
لكن هذه الطوربيدات لم تصب أي هدف قط، في الساعات التالية انطلقت مئات الطائرات البريطانية فوق بحر الشمال بحثاً عن طريدتها، إلا أن الألمان تمكنوا من الفرار.
احتفلت البحرية الألمانية في الوطن بنجاح عملية "سيري باص" لقد سجلوا بذلك نصراً دعائياً بارزاً سببه عدم كفاءة سلاح الجو الملكي، بدءاً بطائرات الاستطلاع التي يفترض أن تراها، وانتهاءً بالقاذفات التي المفترض أن تغرقها.
لكن عملية "فولر" أخفقت منذ البداية بسبب التوهم بأن العدو لم يجرؤ على مهاجمتهم في حديقتهم الخلفية.
رجل عسكري :
أعتقد أن الذين وضعوا خطة "فولر" قد رسموا صورة يعتمدون فيها على أن الألمان سيفعلون شيئًا محدداً، لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل قاموا بعمل آخر، ولم يتمكن البريطانيون من الرد عليهم حينذاك.
المعلق :
دمرت طائرات الـ"سولت فيش" الست كلها وهي تحاول إنقاذ خطة فاشلة، كانت واقعة مهينة لما عانته من تضحية لثلاثة عشر رجلاً شجاعاً من دون جدوى.
رجل عسكري :
أتذكر باستمرار ما قالته لي والدة الرامي الجوي "جونسون" منفعلة: أعرف أنه ما يزال حياً فهو سباح ماهر، بماذا أجيبها، لم أتمكن من القول: إنه ممزق في أعماق البحر.
ضابط عسكري :
أيها السادة في الساعة الثامنة من صباح اليوم اجتاحت وحدات "جولد مارك" منطقة "جرين لاند" براً وجواً، نحن الآن في حالة حرب.
المعلق :
يضع الخطة العسكرية الناجحة ضباط يتفاهمون حقيقة الفوضى في ساحات القتال، تعلم العسكريون من أخطاء الماضي، وعلموا أن واضعي الخطط الذين يجلسون على بعد مئات أو آلاف الأميال ليسوا على أرض المعركة.
ضابط عسكري :
تستمر "كيرك 3" في دفاعاتها، وتنتقل "كيرك 4" الآن لمواقع الهجوم.
المعلق :
لقد ولت أيام المخططين المحترفين الذي افتتحها "فون شيلفن".
يتنقل الضباط اليوم كل عامين بين الأركان ومواقع القيادة في ساحات القتال حتى يألف ما يسميه العسكر "ضباب الحرب".
ضابط عسكري :
تختلف الأمور على الأرض عما نعتقده، لا يعني هذا أننا لا نستطيع وضع خطة محكمة بل لابد من وضعها، أما الخطأ النفسي فيكمن في الاعتقاد بأننا إذا وضعنا خطة جيدة، فسيكون الواقع معنا وستنجح الخطة.
الخطأ النفسي الثاني هو إذا دربنا الضباط على تنفيذ الخطط وفشلت الخطط بسبب تغيير الواقع، فهل يتمتعون بالقدرة على التخيل والإبداع والليونة في حل هذه المشاكل؟
المعلق :
أكملت العجلة دورتها، أصبح الآن مفهوما بأن قادة المعارك على الأرض هم الذين يصنعون الفرق، هذا درس تعلمته أمريكا قبل عشرين عاماً.
بعد أن أطاحت ثورة "آية الله الخوميني" بالشاة، تم الاستيلاء في نوفمبر عام 1979 على السفارة الأمريكية في طهران من قِبَل الطلبة الإيرانيين، احتجز اثنان وخمسون أمريكيا رهائن في السفارة، فوجئت الحكومة الأمريكية بالحادث تماماً، وكان عليها الرد سريعاً.
ضابط عسكري :
أرادت القوات الجوية قصف البلد وإعادته إلى العصر الحجري، وأراد الجيش إنزال الجيش الثامن عشر، وأرادت البحرية مهاجمة حقول النفط في الخليج، أو قصف البلد بطائرات بعيدة المدى.
المعلق :
كانت الكرامة الوطنية على المحك، في أثناء اللجوء إلى السبل الدبلوماسية كان الرئيس كارتر يدرس احتمالات أخرى.
ضابط عسكري :
عندما اطلع الرئيس على حقيقة قدراتنا، أوضحنا له أننا لا نستطيع ذلك، لما في ذلك من خطر على الرهائن، فمهمتنا إعادتهم إلى الوطن لا قتلهم.
المعلق :
مع ذلك أصر "كارتر" على أن تكون أمريكا قادرة على إنقاذ مواطنيها، وهكذا عملت قيادة الأركان سراً على تأليف قوة ضاربة، وتألفت وحدة دلتا من القوات الخاصة، وكلفت بإطلاق سراح الرهائن.
لم يسبق أن تم اختبارها على الأرض من قبل.
المسئول المباشر هو مؤسس دلتا تشار لي بكوت، البالغ من العمر خمسين عاماً، لم تتمكن الـ"CIA" من مساعدتهم في الاستخبارات؛ لأن مسئولها في إيران كان من بين الرهائن.
أدركت القوة أن مباني السفارة تتألف من أربع عشرة وحدة، ولكنها لا تملك خريطة لها، لم تكن لديهم إلا الأنباء المتلفزة.
ضابط عسكري :
ما الذي يحدث حول السفارة؟ من هم حراس الرهائن؟ وبماذا يتسلحون؟
انتشر حراس مسلحون خارج الأسوار، وهم يستطيعون مواجهتنا بالسلاح أو بإطلاق صفارات الإنذار، لذا تدربنا على قتل الحراس بلا توقف.
المعلق :
تطلبت العملية وجود طيارين مهرة يدخلون "دلتا" إلى إيران خلسة، وضعت القوات الجوية خطة الدخول.
تطلب إخراج وحدة "دلتا" من إيران استخدام المروحيات، والغريب في الأمر أن أمريكا لم تكن تملك سرباً من المروحيات التي تستطيع تنفيذ مهماة سرية، وهكذا بدأ البحث عن طيارين مناسبين، لكن حواراً مع قائد الأركان أطلق "لوجان فيتش".
لوجان فيتش :
شعرت أنه يعرف بأن نجاح المهمة يؤدي إلى أمجاد تكفي الجميع، وأنه يريد التأكد من حصول الوحدات الأربعة المشاركة على حصتها من هذه الأمجاد دون الاكتراث بمن يستحق المجد فعلاً.
المعلق :
تضم القوات الجوية أكثر طياري أمريكا، إنهم رجال شاركوا في عمليات إنقاذ في "فيتنام" لكن مخططي البنتاجون رفضوهم.
ضابط عسكري :
كانت لدى الجيش مهمة هي إنقاذ الرهائن، في ما تمنحه البحرية غطاءً جوياً، وسفناً تنطلق منها المروحيات.
لعبت القوات الجوية دوراً مهماً مما أبقى وحدات مشاة البحرية خارج اللعبة، فأرسلوا عقيداً من طرفهم لزج أنفسهم في العملية ونجحوا في ذلك.
المعلق :
قاد طيارو المشاة البحرية المروحيات مع أنهم لم يتدربوا على مهمات كهذه.
ضابط عسكري :
اعتمدوا على طيارين من مشاة البحرية لا يستطيعون تزويد طائراتهم بالوقد في الجو، وأصبح من الضروري الهبوط في مكان ما في الصحراء، ولكن أين؟ توصل المخططون إلى قرار بالتوقف في مكان عرف فيما بعد باسم "الصحراء 1".
المعلق :
"الصحراء 1" مكان ناءٍ في إيران حدده الـ"CIA" قبل السنوات حين اعتقدت أنها ستضطر إلى إخراج الشاة، تمتاز المنطقة بوجود شارع رئيسي فيها، لكن هذا لا يلائم متطبات العملية.
ضابط عسكري :
كان واضحاً أنه حتى لو وصلوا إلى "الصحراء 1" خلسة فإن احتمال اكتشافهم من قِبَل أحد المارة على هذا الطريق العام كان احتمالا كبيراً، وهكذا تعقدت الأمور أكثر.
وكما قال "تشيرتشل" المشكلة تكمن في تراكم الهفوات. المشكلة تكمن في تراكم الهفوات.
تدربنا على مهاجمة المباني والانتقال من مبنى القنصلية عبر تصدع في الجدار إلى ملعب الكرة، تدربنا على ممارسة التفاصيل التي يمكن التفكير فيها، تدربنا على ذلك كثيراً.
تحتاج عملية كهذه إلى معرفة دقيقة بخرائط المباني ومداخل ومخارج هذه المباني، ولاسيما بنيت الأبواب ومفاتيحها واتجاهات الممرات، كنا سندخل هناك كالعميان، ولا نعرف بالطبع مكان الرهائن، لدينا فكرة جيدة، ولا نعرف التفاصيل، أعتقد أن هذا أضعف ما في الخطة.
المعلق :
سيطر التكتم الكامل على تخطيط عملية "مخالب الصقر" لم يكن أحد من خارج القوة الضاربة يعرف شيئًا عن المهمة الجريئة التي يخطط لها.
ضابط عسكري :
تنص الإجراءات الطبيعية للعمليات العسكرية على مراجعة الخطة عبر ما يسمى بألواح القتل.
المعلق :
تعتبر هذه خطة جيدة لكنها ليست كاملة.
ضابط عسكري :
تتطلب عملية ألواح القتل إحضار مجموعة من الضباط الجيدين من خارج إطار التدريب لمعالجة الخطة، والتأكد من جدواها العملية، والتكتيكية والإستراتيجية.
يعتاد الناس على هذه المسائل وعلى مفاهيمهم الخاصة التي وضعوها في رءوسهم.
المعلق :
كانت خطة مخالب الصقر بالغة التعقيد، في الليلة الأولى ينطلق فريق "دلتا" جواً من جزيرة في عمان على متن طائرة من نوع "C130" ثم تنطلق المروحيات من حاملة طائرات ترسوا في الخليج، ثم يلتقون في "الصحراء 1" حيث تملأ المروحيات بالوقود من طائرات "C130" وتنقل المروحيات فرقة "دلتا" في مخبأ لها في تلال تقع خارج طهران.
وفي الليلة الثانية تتجه "دلتا" إلى طهران عبر قافلة من الشاحنات، ثم تهاجم السفارة وتحرر الرهائن، وتفر إلى ملعب كرة القدم بعد ذلك، حيث تحملهم المروحيات إلى خارج البلد.
ضابط عسكري :
لو نجحت المهمة لكان ذلك عملاً متقناً، ولكن فشلها يعني أيضاً حدوث اشتباكات مسلحة تؤدي إلى قتل أعداد كبيرة، وقد ذهبت للموت مع أصدقائي.
المعلق :
أخذت أزمة الرهائن التي دامت خمسة أشهر تسبب الإحراج للرئاسة، وتضر بفرص إعادة انتخاب الرئيس.
قرر الرئيس "كارتر" إعضاء الضوء الأخضر -كما يقال- وطلب تنفيذ عملية الإنقاذ، في الأسبوع نفسه أجرى الجنرال "جيمس فوت" حواراً سيئاً مع قائد القوات المشتركة.
جيمس فوت :
جاء الجنرال "جون" إلى مكتبي صباح يوم الأحد قائلاً: أريد أن تعد خطة فاشلة، قلت له: لا أفهم ما تعنيه سيدي، لم يسبق أن فعلت ذلك، لقد أمضيت حياتي في إعداد الخطط الناجحة فقط.
المعلق :
وضع الجنرال "فوت" لائحة بالأحداث التي يمكن أن تسبب إلغاء المهمة، كانت تلك مبادرة سيئة.
كان على ست مروحيات من أصل ثمانية أن تصل إلى "الصحراء 1" لإنجاح المهمة التي سميت "مخالب الصقر".
ضابط عسكري :
كانت ليلة رائعة جميلة جداً، والقمر بدراً، كان ذلك أسهل من التدريبات بكثير، لم نتوقع أن يكون الأمر بهذه السهولة.
المعلق :
بعد التوغل مائة وأربعين ميلاً في إيران واجهت مروحية واحدة المشاكل، وظهرت على شاشتها إشارة تقول: إن المراوح ستتعطل، ولكن بعد تسع وسبعين ساعة من الطيران، مع ذلك تم التخلي عن المروحية، ولم يبقى إلا سبع مروحيات.
وصلت قوات "دلتا" إلى "الصحراء 1" على متن الطائرة "C130" حان الوقت للتحقق من صحة اختيار المخططين لموقع الهبوط قرب الشارع الرئيسي.
عسكري جوي :
عندما نزلت من الطائرة نظرت إلى يميني عبر الدخان والغبار والضجيج فرأيت حافلة مرسيدس حديثة ساطعة الأنوار، وفي داخلها عدد كبير من الأشخاص، لم أفهم ما يجري قط.
المعلق :
إنها حافلة النقل العام الليلية في طريقها إلى طهران، جاءت وحدة "دلتا" لإنقاذ الرهائن، لكنها تحتجز الآن أربعة وأربعين إيرانياً، تابعت المروحيات السبع الباقية طريقها نحو "الصحراء 1".
عسكري جوي :
كنا في الأجواء، وقد شرعت في تناول العشاء، وفيما فتحت علبة الطعام الجاهز قال لي الطيار المعاون: انظر هناك، وكأننا وسط الضباب.
المعلق :
لم يكن ضباباً وإنما كان عاصفة رملية تهب في الصحراء لم يتوقعها الطيارون، تدربوا على التحليق في أجواء صافية، ولم تكن هناك خطة لما يجب عمله إذا فقدوا الاتصال البصري.
أخذت المروحيات تتباعد، على مسافة مائة وخمسة وأربعين ميلاً من "الصحراء 1" قرر أحد الطيارين العودة إلى الخلف فبقيت ست مروحيات.
عسكري جوي :
كنا ندرك أن علينا بلوغ الهدف المحدد مهما كانت العواقب، لم نذهب في ثماني مروحيات كي يقرر أحد الطيارين العودة، بل كان ذلك إجراءً احتياطياً في حال تعطل إحدى المروحيات، مما يساعد في التعويذ عنها، وليس لتغير إحدى الطائرات وجهتها.
المعلق :
ست مروحيات الحد الأدنى لنقل فرقة "دلتا" إلى طهران.
في "الصحراء 1" أقام "وايدي شوموتوا" مع جندي آخر حاجزاً على الطريق، عندما شاهدا نوراً يسطع من بعيد.
وايدي شوموتوا :
نظر إلي "بوفي" قائلاً: ما رأيك؟ قلت: لقد رأيتها، فطلبت منه أن يعد قذيفة مضادة للدروع، أصبح النور مباشرة على وجهي، أدركت أنهم يستطيعون رؤيتي بوضوح، رفعت يدي عالياً وأطلقت النار بكثافة ثم صرخت قائلاً: لا أصدق ما أراه لقد فجرنا شاحنة محملة بخمسة آلاف جالون من الوقود وسط الصحراء الأيرانية، فاشتعلت النار في الأجواء حتى بلغ ارتفاعها أكثر من مائة قدم.
المعلق :
مع وصول أولى المروحيات كان العقيد "بيك ويث" على ثقة بنجاح العملية.
ضابط عسكري :
كان الشعور العام جيداً فقط سررنا لوجودنا هناك، جاء إلي العقيد "بيك ويث" وربت على كتفي وقال: إلا ترى أن كل شيء على ما يرام؟ قلت: أجل.
المعلق :
عند وصول بقية المروحيات الست نشأ جدال بين الضباط.
ضابط عسكري :
جاء مساعد الطيران يقول: إنه يعاني مشكلة في إحدى المضخات، فطلبت منه التحقق من الأمر.
يمكنها المتابعة بمضخة واحدة، وقد أكد الطيار أنه مستعد لذلك، لكن قائد السرب قال: إنها ليست آمنة.
سال زيت المضخة واحترقت كلها وصارت لدينا مروحية غير قادرة على الحركة.
هذا ما نسميه مباراة في كرة القدم العسكرية، لا نستطيع البقاء حتى الغد، يجب علينا إنجاز المهمة الآن.
المعلق :
رفض "سيفرد" السماح للمروحية بالتحليق، كان على العقيد "بيك ويث" أن يتخذ قراراً حاسماً.
أخذت الخطة تنهار سريعاً، فهل يمكن إصلاحها؟ كان أمامه خياران: إما أن يلغي سلطة قائد السرب، وإما أن تقلص القوة ويتم الانطلاق بخمس مروحيات.
ضابط عسكري :
تخيل ما جرى محركات الـ"C130" تعمل كلها ومحركات المروحيات تعمل كلها أيضاً.
لا توجد إنارة ولا اتصالات الغبار والرمال تملأ الجو، وسط هذا الجو اتخذ هذا الرجل قراره.
المعلق :
ألغى "بيك ويث" المهمة وعادت قوة "دلتا" ثانية إلى طائرة "C130" ولكن عندما انطلقت المروحيات ضل أحد الطيارين طريقه.
ضابط عسكري :
سمعت ضجيجاً هائلاً بل متتابعاً وخلت أننا نتعرض لهجوم، أخذ أحدهم يصرخ عالياً ابتعدوا من هنا، رأيت النيران وهي تشتعل من مقدمة الطائرة، وتتجه نحو مؤخرتها، أدركت آنذاك أننا لن نتمكن جميعاً من الخروج، انطلقنا مبتعدين عن الطائرة، لم أتخيل يوم الرابع من يوليو على هذا الحال، كانت الطائرة محملة بالوقوع والمتفجرات والذخيرة، كان شيئًا مرعباً جداً.
المعلق :
مات في العملية ثمانية جنود، وترك أربعة وأربعون إيرانياً في حال من الذهول في "الصحراء 1" كانت هذه أسوأ إهانة أصابت أمريكا بعد حرب "فيتنام".
في أثناء عودة فرقة "دلتا" إلى الولايات المتحدة كان التلفاز يبيع صور القتلى في جميع أنحاء العالم.
ضابط عسكري :
لقد أُلْغيت ليلةَ أمس عمليةٌ رسمت بدقة متناهية في إيران.
المعلق :
اعتبرت "مخالب الصقر" آخر مسمار يُدق في نعش رئاسة "كارتر" سعت عملية الإنقاذ لأهداف سياسية، وقد استغلت سياسيا، لو وصل الأمريكيون إلى طهران لتسببوا في موت عدد كبير من الإيرانيين مما يؤدي إلى عواقب عالمية خطرة، حتى لو أدت عمليتهم إلى إنقاذ الرهائن ما كانت لتجدي نفعاً.
ضابط عسكري :
لو جرى كل شيء على ما يرام، وتمكنوا من تحرير طاقم السفارة لانطلق الإيرانيون في الشوارع، ولجمعوا ما تبقى من سبعة آلاف أميركي وأوروبي واحتجزوهم كرهائن من جديد، أي أنها عملية أجريت من دون تقديرات صحيحة، نظراً لما جرى بعد العملية.
المعلق :
قرر الإيرانيون إطلاق سراح الرهائن، عند خسارة "كارتر" الانتخابات الرئاسية بعد تسعة أشهر من ذلك.
لا شك في أن "مخالب الصقر" كانت أسوأ كارثة عرفتها الخطة العسكرية، إذ إنهارت قبل أي صدام مع العدو.
لكن جميع الخطط تفشل في نهاية المطاف ولا أحد ينجو من فوضى الحرب، فقد قال "نابليون": إن أهم عنصر في الخطة هو الإنسان.
ضابط عسكري :
مهما بلغت الخطة العسكرية من دقة، ومهما برع منفذوها فقد تتغير كلياً عندما تواجه واقع الحرب.
القادة الناجحون يضعون الخطط في أحلك الظروف، قد تبدو رائعة جداً بعد أن تحقن بالروح الإنسانية والتي هي من عمل القائد الذي يحول الخطة إلى مشروع لكسب المعركة ولتحقيق النصر على العدو. | |
|