خالد شيخ رفض أن يتولى محامون الدفاع عنه مع بدء محاكمته
"العقل المدبر" لهجمات سبتمبر 2001 يتمنى إعدامه ليكون "شهيدًا"خالد شيخ محمد
واشنطن- وكالات
أعلن عددٌ من المتهمين الخمسة بالتخطيط لاعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر لدى مثولهم للمرة الأولى الخميس 5-6-2001 أمام قاضٍ عسكري في غوانتانامو، عن رغبتهم في صدور أحكام بالإعدام في حقهم ليصبحوا "شهداء".
وحضر المتهمون الخمسة الذين ظهروا لأول مرة بعدما اعتقلوا لسنوات في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه)، هذه الجلسة المخصصة لإبلاغهم التهم الموجهة إليهم والتي تتهددهم بموجبها عقوبة الإعدام، وكان أول المتحدثين في الجلسة خالد شيخ محمد الذي يعتبر "العقل المدبر" لاعتداءات 2001، ووقف لتلاوة آيات من القرآن مع توقف لترجمتها إلى الإنكليزية.
وحين سأله القاضي رالف كولمان عما إذا كان يقبل بأن يدافع عنه المحامون المدنيون والعسكريون المعينون من قِبل المحكمة، رفض خالد شيخ محمد الذي كان يعتمر عمامةً بيضاء ويطلق لحيةً كثة غزاها الشيب تُظهره بسن أكبر من عمره (43 عامًا) وقال "حسبي الله ونعم الوكيل"، مضيفًا "لن أقبل بمحام، أريد الدفاع عن نفسي بنفسي".
وحين ذكَّره القاضي بأنه يواجه عقوبة الإعدام، أجاب المتهم "هذا ما أريده، منذ زمن بعيد وأنا أتمنى الموت شهيدًا".
وتكلم إثر ذلك المتهم وليد بن عطاش متبنيًا اللهجة ذاتها وقال: "لا أريد أن يتولى أحد تمثيلي، أريد أن أتولى دفاعي بنفسي (..) لقد قتلتم شقيقي الذي كان أصغر مني أثناء الحرب وإني أرغب أن (أموت) بين أيديكم".
محاكمة بـ"الرادء الأبيض"
وهؤلاء المتهمون الخمسة وهم: خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة وعلي عبد العزيز علي ووليد بن عطاش ومصطفى أحمد الحوساوي اعتقلوا بين 2002 و2003 ونقلوا في 2006 إلى قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا، وهم ملاحقون بتهم التآمر والقتل والاعتداء وإلحاق أضرار بدنية بالغة وتدمير ممتلكات والإرهاب وبالدعم المادي لأعمال إرهابية.
وكان جميعهم يرتدون لباسًا أبيض وبدوا مرتاحين وأمضى معظمهم فترة الجلسة في تبادل المزاح والرسائل، وحده رمزي بن الشيبة الذي يعاني من اضطراب عقلي كان مقيد القدمين إلى الأرض بسلسلة في قاعة الجلسة التي تم تشييدها هذا العام في القاعدة.
وأشار الكثير من محامي الدفاع إلى أن المتهمين الخمسة لم يتصلوا إلا مؤخرًا بمحامٍ وليسوا قادرين حتى الآن على القول ما إذا كانوا يثقون بهم، وقال توماس دوركين محامي بن الشيبة في حين كان موكله يمازح متهمًا آخر "لا أعتقد أن بإمكانه أن يقرر الخيار المناسب".
وقال خالد شيخ محمد الذي كان يتحدث بلهجةٍ حازمة وبإنكليزية صحيحة مع لكنةٍ "أعرف أنهم أكفاء وهم أفضل فريق بحسب ما قيل لي، لكن المشكلة هي رئيسهم جورج بوش".
وحين أصرَّ القاضي على تأكيد أن رفض المحامين ليس "فكرة جيدة"، رفع صوته ليرد "لقد تم سجننا لخمس سنوات وتم تعذيبنا (..) ونقلونا إلى غوانتانامو" وذلك لتبرير عدم الثقة في الإجراءات القانونية.
وتمكن 60 صحافيًا من متابعة المحاكمة داخل القاعة أو من خلال شاشة فيديو بتأخير 20 ثانية على الأقل وهو إجراء اتخذ لتمكين القاضي من قطع الصوت في حال أشار المتهمون إلى معلومات سرية.
11 سبتمبر "الأكثر دموية"
وتعتبر هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة الأكثر دموية في التاريخ، ونفذها تسعة عشر شخصًا من تنظيم القاعدة، قاموا بخطف أربع طائرات لضرب برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) قرب واشنطن، وأسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل 2979 شخصًا بينهم 2750 في نيويورك وحدها.
واصطدمت طائرات الانتحاريين ببرجي مركز التجارة العالمي، وهما أعلى ناطحتي سحاب في نيويورك، بفارق بضع دقائق، والطائرة الأولى من طراز بوينغ 767 وتتبع لشركة "أميريكان إيرلاينز" وعلى متنها 92 شخصًا بينهم خمسة خاطفين تحطمت في الساعة 8,46 (12.46 ت غ) محدثةً فوهةً عملاقة في الطبقات العليا لأحد البرجين.
وفي الساعة 9.03 بالتوقيت المحلي، تحطمت طائرة أخرى من الطراز نفسه تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز وعلى متنها 65 شخصًا بينهم خمسة خاطفين على البرج الثاني، وهو حدث نقلته مباشرة شاشات التلفزة في كل أنحاء العالم.
وفي الساعة 9.38 ضربت طائرة بوينغ 757 لشركة "أميريكان إيرلاينز" الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع، وكان على متنها 64 شخصًا بينهم خمسة خاطفين.
كذلك، تحطمت طائرة رابعة هي بوينغ 757 لشركة "يونايتد إيرلاينز" في أحد حقول بنسيلفانيا وعلى متنها 44 شخصًا بينهم أربعة خاطفين.
ولا يزال الهدف المحدد لقراصنة الطائرة الأخيرة غير واضح حتى الآن، وكذلك الظروف الدقيقة للكارثة، وخصوصًا أن عددًا من الركاب تعاركوا مع الخاطفين بعد ما علموا بما حصل في نيويورك بواسطة الهواتف النقالة.
وانهار برجا مركز التجارة العالمي وسط عاصفةٍ من الركام والغبار، الأول (الجنوبي) في الساعة 10.05 والثاني (الشمالي) في الساعة 10.28.
وقضى تحت الركام مئات من الأشخاص الذين استحال إجلاؤهم، فضلاً عن المسعفين الذين حاولوا المستحيل، فيما غطت مانهاتن سحابةٌ من الدخان الأسود والغبار.
وكان الرئيس جورج بوش يزور مدرسةً في فلوريدا (جنوب شرق) لحظة وقوع الاعتداءات، ونُقل إلى قاعدة عسكرية لدواعٍ أمنية، ومع عودته مساء إلى واشنطن، أكد تصميمه على معاقبة منفذي هذه "الاعتداءات البشعة"، مشددًا على أنه لن يميز بين "الإرهابيين الذين قاموا بهذه الأعمال ومن يحميهم".