وسواس المثالية

ان الداعية بمنئ عن دعوته حين تتمكن منه الشعور بالمثالية!

إنها أغلوطة تبعثرعملك.. وتعطل نشاطك.. وتحجم من نجاحك.. وتسخر بقدراتك..

فباسم المثالية يتقلب الداعية في حياة ملآ بالأماني والامنيات..

ويمضي في دائرة من الخيال المفرط..

ويوهم نفسه بأن طريقها طريق الفكاك من كل معضلة يمكن أن تواجه دعوته..
وباسمها يعبأ عقله لا نهوض ولا جهد الا بها .

إن المثالية شيئ يمتدح ويحتاج إليها لاسيما ان الواقع يساعد على التفكير لذلك..

لكن الدعوة في أصلها طريق الانتقال من باطل الى حق.. ومن شر الى خير.. ومن بؤس وشقاء الى سعادة ورضى..

في ثنايا ذلك الانتقال تبرز الوان الشدة والبلاء..
لترى من كان ينعم ويمني النفس بمثالية طلبها يعود لأن يقف على قدميه وينحي المثالية جانبا" فما يستطيع!

إن الدعوة هي العمل..
لاتكفي بمجرد التفكير لها ولوكان الامر كذلك لما أمر الله نبيه في قوله (يا أيها المدثر . قم فأنذر).

والانسان بطبعه يحب الركون الى الراحة فما ينفك في عمله أن يفكر.. باسرع وسيلة لتسهل المهمة .. هي وحسب طريق الدعوة .!

ومايخدم هذه الظاهره (المثالية) ونحن لانشعر..

متطلباتنا المتتالية المتوالية.

مركب هنيئ حتى أحسن أتهيأ لكلمة ألقيها.
مكتب مجهز بأحدث التقنيات كي أبدأ الترتيب والتنظيم..

موارد مالية ضخمة لتذليل كل عائق يقف في طريقي..

كوادر أصحاب الخبرة ليتم الإنتاج بفاعلية أكبر..
وقد يصل الامر الى أن يطلب مناصب وترقيات فلو كنت مديرا أومشرفا أو....

فتسقط مثاليته أشياءا من صميم دعوته..
فإن رأى منكرا في طريقه تمادى في تغييره.!
ولأنها عظمت مثاليته في عينه ليرى السكوت والإنكار بطريقة أمثل..

وإن لم يكن مدركا لعواقب الامور ترخص في ذاك المنكر حتى يداخله الشيطان فيترك.

وجانب آخر تسقطه المثالية من قلب الداعية :
فتدخل لتهشم من غير شعور تورعه عن أشياء كانت بنظره مكروهه..

فضلا عن مباحات أتيحت له.
وأحيانا ينظر لمن حوله وقد مكن الله له شيئا منها قد تعود لبذل منه سنوات أو لغيره..

ومايقلق الآن طغيان هذه الظاهره.. على هدف الدعوة المنشود!

فننظر عن كثب وعود يتلوها وعود لان يرى ثمرة كل ذلك باسم المثالية!

وفي المثال الحي الصامت الذي نرى اثره الان مواقعا لحياة الناس فيه العبرة:

من دعاة للتو نعرفهم ونعرف عنهم نحقر اعمالا بهداية امم على ايديهم ..

لم يطلبوا المثالية ولم يرتجوها بل هي من جاءت اليهم تهرع بعد توفيق مولاهم

وما أجدر بالداعي أن يحذر تطلعه لما يرضي الناس وأن لايحقر من المعروف شيئا باسم:

وسواس المثاليه.!

__________________

الداعية :

"كالسليم لاينام ولايُنيم"

تقول العرب:

*السليم : هو الملدوغ الذي لاينام من ألم القرصة ولا يُنيم من حوله من شدة تألمه.

تحياتي
رماد انسان

موضوع مليئ بالفلسفة ولا عجب في ذلك طالما انه يتحدث عن المثالية
مميز كعادتك يا رماد انسان والله لا يحرمنا من مواضيعك الراقية

تقبل مروري

طرح مميز اخي رماد انسان
وهذا ليس بمستغرب عليك
تحياتي لك

شكرا اخي اسحاق
تحياتي لك

شكرا اخي ابو مجهول
تحياتي لك

** وسواس المثالية **

وسواس المثالية